حالة الطوارئ الخفية: النظام التعليمي يمر بأزمة في اليمن

 

مراسيل السقاف، 19 عاماً، محافظة تعز

تقول مراسيل السقاف، 19 عاما، عند حديثها عن مرحلتها الدراسية الأخيرة في مدرسة طيبة للبنات في محافظة تعز، اليمن: “في نهاية كل فصل دراسي، لا يزال النظام التعليمي آخذٌ في التدهور بسبب الأزمات التي تعصف ببلدنا، بدءاً بالحرب وانتهاءً بفيروس كورونا. وإلى جانب نقص المدرسين، لم تعد المناهج التعليمية تفي بالجودة العالية التي نحتاجها لمواصلة التقدم والنمو”.

وفي خضم الحرب الأهلية التي اندلعت منذ ست سنوات والنزوح الجماعي والبطالة الشاملة ومجاعة واسعة النطاق، تسببت جائحة فيروس كوفيد-19 في القضاء على حياة أكثر من ربع اليمنيين الذين أصيبوا بالفيروس، أي ما يعادل خمسة أضعاف المتوسط العالمي.

في حين أن هذا الأمر يشكل بالتأكيد حالة طوارئ صحية عالمية ومتعددة القطاعات، فهي أيضاً حالة طوارئ في جانب التعليم والتعلم – وهو وضع يهدد بترك آثار طويلة الأمد على سلامة الأطفال ورفاهيتهم.

تم في يوم 16 مارس 2020 إغلاق جميع المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني، مما تسبب بحرمان 5,8 مليون طالب (بما في ذلك 2,5 مليون فتاة) من إكمال تعليمهم في ذلك العام.

لقد تسببت الأزمة المستمرة بمزيد من الضغوطات على نظام التعليم المثقل بالأعباء والمجزأ أصلاً، الأمر الذي يستدعي ايجاد برامج واستراتيجيات وأساليب تعليمية بديلة، وقد بدى ذلك جلياً على جميع المستويات، بما في ذلك من قبل بعض المعلمين،  تقول المعلمة منى سعيد: “كانت أسعد لحظاتي عندما أكملت شهادة الدبلوم المتوسط وبدأت بتعليم الطلاب في قريتي.  لكن انتابني شعور من الحزن والإحباط عندما أُغلقت المدارس بسبب فيروس كورونا”.

عندما تغلق المدارس والجامعات أبوابها

يتسبب إغلاق المدارس في فقدان الطلاب لدعم زملائهم المستمر والتفاعلات الاجتماعية والتي تعد ضرورية للتعلم والنمو النفسي والمهني والصحة النفسية. وعلى مدار سنوات النزاع، ظهرت العديد من الأعراض النفسية على كثير من الطلاب في اليمن، بما في ذلك الانطواء والقلق والخوف والغضب والحزن والاضطراب والنكوص وما يصاحب ذلك من الأرق والكوابيس وفرط النشاط. 

تدرس فاطمة شاكر، 16 عاماً، في الصف التاسع بمدرسة رابعة العدوية في صنعاء، حيث تقول: “لقد تعطلت سنتنا الدراسية بسبب فيروس كورونا. وبعد مرور بعض الوقت، عدنا إلى المدرسة وتم الإعلان عن موعد امتحانات نهاية العام.  بدت الامتحانات صعبة للغاية لأننا لم نتمكن من إكمال المنهج الدراسي.  كان العام الماضي هو الأسوأ بالنسبة لي، وعلى ما أعتقد، لكافة منطقتنا”.

الحلول التعليمية

نظراً لعدم استخدام منصات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني على نطاق واسع في اليمن، ينبغي تقديم الدعم للطلاب والمعلمين والهيئات الإدارية في هذا الجانب. على وجه التحديد، هناك فرصة للاستفادة من دروس التقوية التي تعدها وزارة التربية والتعليم ويتم بثها عبر القنوات التعليمية والقنوات المحلية (التلفزيون والراديو)، والتي يمكن أيضاً نشرها عبر الوسائط الصوتية والمرئية والمطبوعة وعبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.