✍🏻 المهندس/ عبدالجبار عباس
بقلوب مكلومة وحزينة وراضية بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة الوالد الفاضل المغفور له بإذن الله الشيخ الدكتور / عبدالله بن محمد بن عبد الله الدباغ،
فقد كان رحمه الله ذو بصمة وأثر في دعم التعليم عموماً وتعليم الفتاة بشكل خاص ، على مستوى اليمن خصوصاً ، وعلى مستوى الوطن العربي والاسلامي بشكل عام.
هنا في اليمن مآثره لاتنسى أبداً سواء على مستوى تعز أو حضرموت والحديدة وصنعاء، وهناك في أصقاع العالم انى اتجهت وجدت مآثره شاهدة على عظيم انجازه، حتى في فلسطين ولبنان والهند وبنجلاديش وحيث لا أعلم أنا ويعلم الله وحده بأعماله..
كان رحمه الله كثير العمل قليل الكلام ،حتى أنني سألته ذات مرة لم لاتكتب مذكراتك الشخصية لتلهم بها كثير من الناس ؟!
قال لي كلمة كلها إيمان وثقة ورجاء بما عند الله ” لا أحب أن أكتب شيئاً عن سيرتي الذاتية ولكني أحب واحداً أحد وهو الله يكتب هذه الأعمال ويخلدها في صحائف أعمالي حين ألقاه”
وأضاف: “أحب أن تكون هذه الأعمال خبيئة لي الى يوم الدين، أجدها بين يدي هناك في الدار الآخرة “.
وهاهو رحمه الله قد انتقل الى عفو الله ورضوانه وإحسانه، وسيجد ماقدّم في حياته هنا لحياته الخالدة هناك .
على المستوى الشخصي تعلمتُ منه كثيراً من قِيَّم الخير والصبر وحب العمل الإنساني ،وكان دائماً كثير الوصية لي ( عليك بالتعليم والصحة ) وكانت آخر مشاريعه الذي طلبها منى لإعدادها وتحهيزها هو مشروع توسعة وتجهيز مركز الغسيل الكلوي في المستشفى الجمهوري، وقد قامت مؤسسة أفق في حينها بإعداد المشروع وتجهيز الدراسة كاملة وإرسالها إليه ،لكنه رحمه الله باغته المرض حينها ولم يرَ المشروع النور، ولكن الله سيكتب له أجر النية الحسنة، وسيكتب الله لهذا المشروع من يتبناه ويخرجه الى حيز الوجود.
ستظل كلماته -رحمه الله- المشجعة والمؤازرة والداعمة والمحمسة لي حية وخالدة في ذاكرتي وقلبي لا أنساها أبداً، فكنت كلما أصابني ألماً أو حزناً أو عسراً في الطريق ،هرعت إليه إن كنت قريباً منه أو كتبت إليه إن باعدت بيننا المسافات، ولا أجد منه رحمة الله عليه إلا كل الدعاء والدعم والوصية بالصبر ..
لا أستطيع في هذه العجالة أبداً أن أحصي مآثر هذا العملاق رحمة الله عليه أبداً أبداً .
وحسبي أنه كان مدرسة ملهمة نهلت منها وتعلمت مالم أتعلمه من غيره أو من الكتب .
كان رحمه الله المؤسس الأول لجمعية قطر الخيرية ونال شهادة دولة قطر التقديرية العليا لمساهمته في الأعمال الخيرية والإنسانية ، كما كرمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو- اليمن ) بدرع المنظمة تقديراً لجهوده في دعم تعليم الفتاة في اليمن ، ونال درع رئيس الجمهورية الأسبق للأعمال الانسانية ..
رحم الله الشيخ الدباغ وأسكنه الجنة مع الأبرار وبلغه منازل الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .
تعازينا لأولاده وبناته جميعاً ، نسأل الله أن يربط على قلوبهم ويلهمهم ويلهمنا جميعا الصبر والسلون وانا لله وانا اليه راجعون .
الأسيف التلميذ المحب/ عبدالجبار عباس اليوسفي